الجمعة، 3 يوليو 2015

مظاهر الانحراف في شعر المقاومة الفلسطينية


مظاهر الانحراف في
شعر المقاومة الفلسطينية
أحمد بن راشد بن سعيّد
تحفل الصحف العربية بإنتاج مجـمـوعــة مــن الشعراء الفلسطينيين الذين يقدمون للقارئ العربي على أنهم رواد شعر المقاومة الفلسطينية كما تنتشر دواوينهم في المكتبات ، ويدعون لتقديم الأمسيات الشعرية ، وتسبغ عليهم ألـفــاظ (المـناضلين) و(الثوريين) وغيرها... ولعل أبرز هؤلاء محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ومعين بسيسو(1) .
 ومأخذنا على هؤلاء الشعراء إجمالاً هو انفصالهم عن هــوية الـمـقـاومة ، وتنكرهم لعقيدة الشعب الفلسطيني ، والتماسهم حل القضية في مناهج مستوردة غريبة ، وإنكارهم أن يكون الحل موجوداً في إسلام الأمة وتاريخها.. ونسوق ملاحظاتنا على شكل نقاط فيما يلي :
الجرأة على الذات الإلهية :
وهذه ظاهرة عامة تنتظم شعر المجموعة المذكورة ، وباعثها كما تدل القصائد التضجر من الواقع والضيق بما آلت إليه القضية . يقول محمود درويش في قصيدته (الموت في الغابة):
نامـي فعـين الله نـائـمـة                عنا وأسراب الشـحـاريـر
ويقول في مطولته (مديح الظل العالي ):
"يا خالقي في هذه الساعات من عدم تجلّ.. لعلى لي رباً لأعبده لعلَّ" .
وفي قصيدته (التعاويذ المضادة للطائرات) يقول سميح القاسم :
"كنت طفلاً آنذاك.. علموني أن مجرى الأرض في كف السماء.. علموني أنه سبحانه يحيي ويـفـنـي مـــا يشاء.. دون أن أسأل من كانوا وماذا فعلوا للتعساء.. علموني الدجل والرقص وإذلال النساء.. علموني السحر والإيمان بالأشباح والرقية والتعزيم والخوف إذا جاء المساء .. فـرس الخـضر كفيل بي وحسبي الفقهاء.. يا أبي المهزوم.. يا أمي الذليلة.. إنني أقذف للشيطان ما أورثتماني من تعاليم القـبـيـلـة.. إنني أرفـضـهـا تلك الطقوس الهمجية.. إنني أجـتـثـهـا من جــذرها تلك المراسيم الغبية.. إنني أبصق أحقادي وعاري في وجوه الأولياء الصالحين.. إنني أركــل قـــاذورات ذلـي وانـكـسـاري للتكايا والدراويش وأقزام الكراسي النابحين.." .
ويستمر الشاعر في استهزائه وغيه فيقول:"صوبوا كل التعاويذ بوجه الطائرات.. ألبوا الله عليها.. واقذفوها بالوصايا العشر.. والجفر.. وآيات السماء البينات.." .
وفـي قـصـيـدة (أبـــطـال الراية) يقول سميح:"والله نحن نشاؤه بغرورنا.. شيئاً له قسماتنا الشوهاء ترسمه أنـانـيـاتـنا".. إلى آخر ما يقول من عبارات تنضح بالجهل بحقيقة الإسلام وتنبئ عن مرض صاحبها وفساد قلبه..
ومن قصيدة لمعين بسيسو بعنوان (إلى سائحة) يقول فيها :
"وآخر ديك قد صاح ذبـحـنـــاه.. لم يبق سوى الله.. يعدو كغزال أخضر تتبعه كل كلاب الصيد.. ويتبعه الكذب على فرس شهباء.. سنطارده.. سنصيد له الله"!! ويقول في قصيدة (عيون مليكة المراكشية): "والله كـان يـلـعـب الشـطـرنج كل ليلة مع الملائكة.."، ويقول في قـصـيدة (جندياً كان الله وراء متاريس دمشق): "كان الله يحمل أكياس الرمل على ظهره.. يرفع بـيـديـــه الأحجار.. ويعجن بيديه الاسمنت.. ويقيم متاريس دمشق.. كان الله على شاطئ حيفا يصطاد السمك لأطفال فلسطين.. "، والمتتبع لقصائد هذه المجموعة يجد كماً من هذه الأشعار الكفرية التي ساهمت بلا ريب في تضييع القضية وتأخير مسيرة العودة إلى فلسطين (2) .
التنكر للتاريخ الإسلامي ورموزه :
وبدلاً من أن يحـاول هــؤلاء الـشـعـراء أن يـبـحـثوا عن حل لمأساة فلسطين في سفر التاريخ الإسلامي ، نراهم يزدرون هذا التاريخ ويقللون من أهمية رموزه وأبطاله.. وهذا هو محمود درويش يتمنى كتابة تاريخه وحاضره (بالفأس والمنجل) فيقول في قصيدة (مغني الدم ):
"ليتني أدفن كل الكلمات الميتة.. ليت لي قوة صمت المقبرة.. يا يداً تعزف يا للعار خمسين وتر.. ليتني أكتب بالمنجل تاريخي.. وبالفأس حياتي..".
ويقول سميح القاسم متسائلاً في قصيدته حتى الموت:"وماضيك؟ كتب جمة والتمر والشمس .. وغار الوحي والتكبير والدعوة.. وسيف الله والرومان والفرس.. وباسم الله والــثــورة..
وما الحاضر ؟ ميراث الدم المهدور في الماضي.. ووشم من قلاع المجد عميقاً تحت أنقاضي.. وطاقية إخفاء.. وجن في بساط الريح.. وآلاف العيون الزرق.. والعجمة في لفظي.. وكنز من شروح الفقه والأنساب والوعظ..".
والغمز والطعن والتهكم بالتاريخ الإسلامي والحاضر المتصل به الآخذ منه واضح في هذه العبارات ، ويزيد ذلك وضوحاً قول سميح في قصيدة (الميلاد): "أبي.. لا كتبنا الملقاة تحت نـعــال هــولاكــو.. ولا فردوسنا المردود فردوساً إلى أهله.. ولا خيل الصليبيين.. ولا ذكرى صلاح الدين.. ولا جندينا المجهول في حطين.. تشد خطاي للأنقاض في المنفى..) .
وننظر لنرى ماذا يشد خطى سميح للمنفى فإذا هو يقول :
"فمن حبي لأطفالي أشيد مصانعاً كبرى.. وأرتق معطفي البالي وأبني مسكناً حلوا.. وأخلق جنة خضرا) .
إن بطولات المسلمين وملاحم الجهاد الفذ التي سطروها والعقيدة الصلبة التي ربتهم وعلّت شأنهم.. كل ذلك لا يحفز للتحرير ، ولا يشد الخطى إلى المنفى.. فما هو البديل إذن ؟ وما الذي سيغذ الخطى ويحفز الهمم ويدفع مواكب التحرير إلى فلسطين ؟ إنه في رأي سميح العمل والفلاحة ، أي التوجه إلى المستقبل وإهمال الماضي بكل شموخه وجلاله ، وهي الصورة السمجة الشوهاء التي رسمتها الاشتراكية البائدة .
الافتتان برموز المذاهب الهدامة :
ولأن أصحاب الشعر المقاوم لا يفخرون برموز وأبطال الجهاد الإسلامي ولا يستلهمون من قصص كفاحهم شعاعاً يضيء طريقهم ، فهم يتغنون بأعمال جيفارا ولينين ، ويهتفون لآراء سارتر وغيره من دعاة المذاهب الوثنية..
وهذا سميح القاسم الذي يـقــول أن ذكـرى صــلاح الــديــن لا تثير اعتزازه ، وأن جهاده الصليبيين لا يحرك في نفسه شيئاً ، يقول في قصيدة يـخـاطــب فـيها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو : "قدماً.. قدماً في هذا الدرب.. يا حـاطـم أغــلال الشعب.. قدم يا أول شعلة.. في عتمة أمريكا المحتلة.. يا غوث الجزر المنهوبة.. وعزاء الأمة المنكوبة.."، ويوجه قصـيـدة إلـى جــان بـول سـارتر صاحب مذهب الوجودية فيقول : "أطلقها ناراً في وجه الأعداء.. أطلقها كلمتك الـحـمــراء.. ما دام على الدنيا باستيل.. ما دامت قضبان وسياط ودماء.. يا أنبل قنديل.. في عتمة باريس العمياء.." .
ويقف توفيق زياد أمام ضريح لينين خاشعاً ، فينعقد لسانه وتأخذه رهبة الموقف (!!) لكنه بعد ذلك يصور مشاعره وهو ماثل أمام قبر الطاغوت في هذه الكلمات :
"كأنني ولدت من جديد.. كل الشموس في يدي وأجمل الورود.. أمـامــه وقـفـت خـافـض الجبين.. ضريحك الذي يعيش في القلوب يا لينين.. أحسست أنني أنا المعذب الـشـقــي.. المعدم الذي نصيبه من الحياة كوخ طين.. أملك كل شيء.. أقوى من الزمان والقضاء.. وأنني أقدر أن أقتحم السماء.. أردت أن أقول كلمتين.. واحترت ماذا يقدر الشقي أن يقول ؟! وجدت أن الصمت يا معلم الأجيال.. أصدق من كل الذي يمكن أن يقال" .
ونـقـرأ قـصـيدة لمعين بسيسو بعنوان (قصيدة فلسطينية إلى لينين ) يقول فيها : "كان لينين فكان الحزب.. يا فرس البحر على الصخرة.. تلد ملائكة الشعب.. موسكو في القلب.."؟!
وفي دواوين شعراء المقاومة هؤلاء نطالع كثيراً من هذه القصائد التي تتغنى بلينين وكاسترو وسارتر وغيرهم من الأصنام التي هوت أو تتهاوى إلى مزبلة التاريخ .
تبني الاتجاه الماركسي كطريق لإنهاء المأساة :
والقارئ لشعر المقاومة يلمس تأثراً واضحاً بالفكر الماركسي (ومن أسباب ذلك الاعتقاد بــأن الاتحاد السوفييتي البائد كان النصير لحركات التحرر العربية!!) ومن مظاهر هذا التأثــر التهجم على الدين والتاريخ وإطراء الاشتراكية، والتنديد بهمجية الغرب الرأسمالي وجوره على الطبقة العاملة.. وهذا سميح القاسم يشرح في قصيدته (عــزيــزي إيـفـان ) كيف قاسى العذاب وأصابه اليتم والفقر والتشريد، فلم يلق مساعدة من أحد، ولم يجد في (دور الوعظ والإرشاد) من يحنو عليه ، وإذا به يصحو يوماً على صوت (معلم جوال) أتــى مــن قــمـة الشرق وانتشله من مجتمع الذئاب إلى حياة ملؤها الهناء ورغد العيش.. هذا المعلم بالطــبـع هو رسول الاشتراكية.. يقول:
"دعــوت الأولـيـاء الصالحين فردت الوديان.. إلهك كان يا هذا.. إلهك كان !! وقهقهت السفوح السود والـقـمـــم النحاسية.. إلهك كان.. يا طرح الأناشيد الحماسية.. وعاد إليّ في الصوت.. جبيني الأول الـعـالي.. وقلبي عاد مركبة فضائية.. تخط طريق أجيالي.. وعادت ملء أجفاني المسافات الربـيـعـيـة.. وغابات المداخن والصنوبر والقراصية.. أجل عادت مع الصوت.. رؤى نسلي الذي أقسمت أن يأتي.. ووجه الأرض مخلوق من البدء.. بصورة سفر تكوين.. يسمى الاشتراكية.."!!
وفي قصيدة (برلين تستعيد شعرها) يقول سميح :
"ربى الشيوعيون شعرك.. طـيـبـــوه ودللـوه.. ربوه بالفرح المقدس والمرارة والصمود.. لا كي يـجــز غــدائـــره.. مـتـحـضرون برابرة.. برلين.. لا لن ينسجوا من شعرك المبعوث أغطيه الجنود.. عين الشيوعيين ساهرة.." .
ويقول توفيق زياد في قصيدة (شيوعيون) :
قالــوا: شيـوعـيون. قلت : أجلهم   حمـراً بـعزمهم الشعوب تحرر
قـالـــوا شـيـوعـيــون : قلت منية    مـوقـوتــة لـلــظــالمـيـــن تقدر
قــالـوا : شيوعيون . قلت : أزاهـر بأريجهــــا هذي الدنا تتعطر..
يــا سـائـلــي لا تـسـتـب أمـــورنا     حـتــى يـظـللــنا اللواء الأحمر
وفي قصيدة بعنوان (المطر الأول) يقول محمود درويش :
"في رذاذ المطر الناعم كانت شفتاها.. وردة تنمو على جلدي.. وكانت مقلتاها.. أفقاً يمتد من أمسي إلى مستقبلي.. كانت الحلوة لي.. كانت الحلوة تعويضاً عن القبر الذي ضم الها.. وأنا جئت إليها من وميض المنجل.. والأهازيج التي تطلع من لحم أبي ناراً وآها" .
وقد مر بنا كيف أن درويـــش تمنى كتابة تاريخه وحاضره بالفأس والمنجل معلناً انهزامه وانــســلاخـــه مـن عقيدة أمته وماضيها . ويؤكد في قصيدة أخرى افتتانه بهذا المنجل لا السيف الذي اشتهر به الـعـرب والمسلمون فيقول : "نعم عرب ولا نخجل.. ونعرف كيف نمسك قبضة المنجل"!
ونطالع في شعر المقاومة كثيراً من الاستعارات والألفاظ التي تنبعث منها رائحة اليسار مثل (الرفاق) ، (العمال) ، (الثوار)، (الجياع)، (الكادحون) ، (الرجعية) ، (الأممية) وغيرها. ولأن الاشتراكية ذات طرح عالمي ، فإن شعراء المقاومة ربطوا كثيراً بين نضال الــشــعــب الفلسطيني و (نضال) شعوب المعسكر الاشتراكي (السابق) ، وقرروا أن هدفهم واحد وهــو القضاء على (الامبريالية) والاستغلال والتمييز العنصري.. وتتجلى هذه الفكرة عند سمــيح القاسم في قصيدته (لو) إذ يقول : "لو يصدق الكلام.. وتحمل الريح ولو سلام.. من ثائر في الشرق.. لثائرين يشتلون النور في الظلام.. لثائرين إخوة لا فرق.. في النيل.. في الكونغو.. وفي الفيتنام" .
ونلمس فكرة (العالمية) هذه في قصائد سميح القاسم الذي يخاطب فيها الشيوعي الإسرائيلي مائير فلنر والزعيم الكوبي فيدل كاسترو وثوار الفيتكونغ الفيتناميين.. كما نقرأ قـصـيـــدة لـتـوفـيـق زيـــاد يحيي فيها عمال (مصافي النفط وحقول السكر في كوبا ، وقصيدة أخرى يخاطب فيها ثـــوار أفريقيا بقوله : "يا أخوتي المتزنرين على البنادق والحراب.. في قلب أفريقية السوداء.. في خضر الشعاب.. إنا نراها ثورة التحرير تقرع كل باب.."(3) .
الغلو في تقديس الأرض :
وبسبب بعد هؤلاء الشعراء عن العقيدة الإسلامية ، وفقدانهم للتصور الإسلامي ، فهم (يتطرفون) في تقديس الأرض ، ويجعلونها غاية الكفاح ومنتهى القصد .
يقول توفيق زياد معبراً عن هذه النظرة المادية الضيقة : "آه يا رائحة الأهل ، ويا بيتاً من الطين ، ويا حفنة عـشــــب وتراب.. كم علينا اليوم من أجلكمو ، أن نجرع الموت وألوان العذاب" .
ويـقـول مـحـمــود درويـــــش:"هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء.. فاعبديها نحن في أحشائها ملح وماء" . ويقول في قصيدة (أهديها غزالاً) :
"وفي ليل رمادي رأينا الكوكب الفضي.. ينقط ضوءه العسلي فوق نوافذ البيت.. وقالت وهي حين تقول تدفعني إلى الصمت : تعال غداً لنزرعه مكان الشوك في الأرض.. أبي من أجلها صلى وصام.. وجاب أرض الـهــنـد والإغريق.. إلهاً راكعاً لغبار رجليها.. وجاع لأجلها في البيد.. أجيالاً يشد النوق.. وأقسم تحـت عـيـنـيـهــا يمين قناعة الخالق بالمخلوق.. فدائي الربيع أنا.. وعبد نعاس عينيها.. وصوفي الحصى والــرمــــــل والحجر.. سأعبدهم لتلعب كالملاك.. وظل رجليها على الدنيا.. صلاة الأرض للمطر.." .
وهذه النظرة الأرضية الجاهلية تنتظم شعر المقاومة الذي نحن بـصـدده.. ولا نكاد نلحظ في هذا الشعر ذكراً للمسجد الأقصى وغيره من المقدسات الإســـلامـية في فلسطين ، وهي التي تصل فلسطين بالسماء ، وتجعل قضيتها أكبر من مجرد (حصى ورمل وحجر وغبار) .
وختاماً لا بد أن نشير إلى أن الحديث عن دلائل الانحراف هذه يـقـصـد به إيضاح المسافة التي تفصل الأمة عن هؤلاء الشعراء ، وأنهم خلافاً لما تصوره الصحافة الـعـربـية لا يمثلون همَّ وضمير الشعب الفلسطيني . كما لا يعني هذا الحديث عدم وجود شعر فلسطيني مقاوم يستلهم معاني الإسلام وتعاليمه ، وللدكتور مأمون فريز جرار كـتـاب بعنوان (الاتــجــــاه الإســلامــــي في الشعر الفلسطيني) يرصد إنتاج الشعراء الفلسطينيين الذين ربطوا فلسطين بإسلامه وتاريخها ، وتغنوا بفتوحات المسلمين وبطولاتهم ، وأكدوا أن الجهاد في سبيل الله هو طريق التحرير والكرامة.. ومن المناسب هنا إيراد هذه الأبيات للأستاذ يوسف العظم ، والتي تحكي حال ومقال المسلم الفلسطيني الملتزم بدينه ، المؤمن بموعود ربه ، المباهي بأصالته وتاريخه :
أهيـم براية اليرمــوك أهـوى أخت حطين
تفجـر طاقاتي لهباً غضوباً من بـراكــيــن
لأنـزع حقي المغضوب من أشــداق تـنـيــن
وأرفع راية الأقصى ورب البــيت يحميني
سلاحـي النور في قلبي ورشاشــي وسكيني
ولـكـن دون أوهـام لجـيـفـــارا ولـيـنــيـن
ففكر الشرق يتعسني، وفكر الغرب يشقيني
أرتـل آيـة الـكـرسـي أتـلـو ربـع يـاسـيـن
وفي صـدري كـــلام الله يسعدني ويشفيـني
كفرت بدعوة الإلحـاد من صـنـع الشياطين
وأوثان صنعناها من الأوحال والـطــيـــــن
وآمنا برب الـبيــت والـزيـتـون والـتــيــن
ليشمخ شعبنا حراً عـزيــزاً في فلـسـطـيــن
الهوامش :
1- بسيسو (شاعر نصراني) توفي قبل بضع سنوات ورثته الصحافة العربية . مجلة عربية (اليمامة) دبجت سبع صفحات في تأبينه .
2- الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان تقول في قصيدة لها بعنوان ، (مرثاة إلى نمر) :
"وأنت يا من قيل عنه إنه هناك.. حانٍ لطيف بالعباد.. أين أنت لا أراك.. دعني أراك.. كي أقول إنه هناك) .
ويقول راشد حسين في مطلع قصيدة له عن مصادرة اليهود لبعض أملاك العرب :
الله أصبح غائباً يا سيدي           صادر إذن حتى بساط المسجد
3- تجدر الإشارة إلى أن سميح القاسم وتوفيق زياد درزيان ، وعضوان في الحزب الشيوعي الإسرائـيلي (راكاح) ، وهو حزب يعترف بشرعية إسرائيل ، غير أنه - عملاً بأطروحات الشيوعية - قام على أساس معارضة الصهيونية (كحركة رجـعـيـة تحـكـمها البورجوازية الـيـهـوديــة)، فلو افترضنا أن الشيوعية بقيت ذات شأن ، وأن الحزب ما زال مــؤمــنـاً بطروحاتها وأنه وصل إلى الحكم ، فإن نضال سميح وتوفيق يتوقف عند هذا الحد.. فليس عند الشاعرين (الثوريين) ما يمنعهما من رفع السلاح في وجوه شعبهما ما دام ذلك يخدم مصالح الفلاحين والعمال.. اليهود!000
مصادر النصوص (عدا أبيات يوسف العظم):
- ديوان سميح القاسم (بيروت دار العودة ، 1973)
- ديوان محمود درويش (بيروت دار العودة ؛، 1977)
- محمود دوريش ، مديح الظل العالي (بيروت دار العودة ، 1984)
- معين بسيسو ، الأعمال الشعرية الكاملة (بيروت دار العودة ، 1979)
- ديوان توفيق زياد (بيروت دار العودة ، 1971)
- ديوان فدوى طوقان (بيروت دار العودة ، 1984)
مجلة البيان عدد  52

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق